تدوينة مصورة: الحرب لعبة أطفال دير الزور

(دير الزور، سوريا) - لم يعد أمام الكثير من أطفال أطفال سوريا، وتحديداً ديرالزور، ملعباً إلّا الأبنية المدمرة والمنازل المحروقة والساحات المهجورة. ثلاث سنوات من الحرب والدمار والتشرد والجوع والحصار، تقاس بنصف عمر بعضهم ربما. تغير واقعهم ولم يعودوا يلعبون ويضحكون ويلهون كما كانوا من قبل، اصبحوا اليوم إما جرحى أو أسماء ضحايا يتذكرها الأهل، أو نازحين مع ذويهم في بلدة أخرى أو بلد اخر في مخيمات للاجئين.

من بقي من الاطفال داخل المدن المحاصرة والتي تقع تحت سيطرة “الجيش السوري الحر” أو المجموعات المسلحة الأخرى تحولت الحياة بالنسبة إليهم إلى معركة بقاء، يتحدون فيها أصوات القذائف والإشتباكات وصور الضحايا التي تلاحقهم. وتحوّلت الحرب إلى لعبة يؤدونها حيث تقع المعارك الحقيقية، ممن لم يحمل السلاح منهم، صنع سلاحاً من مواد مختلفة وبدأ يلعب، أسلحة من أخشاب أو أنابيب بلاستيكية أو أسلاك معدنية تمثل الأنصال التي يتابعون جرائهما على الشاشات، لعبة يخشى الأهل ألّا يطول الأمر قبل أن تتحول إلى حقيقة. هناك حيث آثار القذائف وشظاياها وطلقات الرصاص ومقذوفاتها، تبدو لعبة الحرب الطفولية ذات خطر مستقبلي. صنعوا لنفسهم لعبتهم الخاصة التي تمثل واقع المعركة السوري لكن بوجهها البسيط واللطيف الى نوع ما وحتى الرصاصات التي استعملوها كانت من الحصى او من فوارغ الرصاص المتناثر في كل مكان في المدينة.

أرض المعركة إحدى المدارس التي دمرتها الحرب في حي الحميدية في مدينة ديرالزور. هؤلاء الصبية تركوا مقاعد المدرسة قبل ثلاث سنوات ولكنها عادوا إليها في لعبة “عسكر وحرامية” أو “نظام وثورة”.

مراسل “دماسكوس بيورو” في دير الزور أحمد عبود التقط هذه الصور في 11 آذار/ مارس 2014.

من خلف النوافذ البعيدة يؤدون دور القناصة

يستعمل هذا الأنبوب البلاستيكي وكأنه هاون أو مدفع رشاش.

.يحتميان خلف دشمة والمعركة مستمرة

وحيداً ربما يبحث عن مخرج أو يفكر بالاستسلام.

.يستحق هذا الطفل استراحة المحارب

ً.أحد المتصدين للهجوم يستعمل النقيفة التي قد تتحول لأداة مؤذية فعلا

.محاولة اقتحام باءت بالفشل

.لا حاجة إلى تقليد مشاهد الأفلام لديه وقائع حية عن المعارك لتقليدها

.مناورة أم هجوم؛ مصطلحات أصبح الصبية في سوريا يجيدونها بل ويؤدونها

.يتجمع الصبية ويعاينون خريطة المعركة قبل أن ينقسموا إلى جبهتين